أهمية السياق الأصلي
السؤال:
لماذا من المهم أن نفهم السياق التاريخي لسفر الرؤيا؟
الإجابة:
من المهم أن نفهم السياق التاريخي الذي كُتب فيه كل سفر من أسفار الكتاب المقدس، بقدر استطاعتنا لتحديد هذا السياق، لعدة أسباب. أولهم أنه يساعدنا لكي نرى الكتاب المقدس بالفعل كوثيقة حقيقية، مكتوبة لأناس حقيقيين، وفي ظروف حقيقية، وليس أنه كُتب ببساطة ثم أُزيح جنباً، وأُحكم غلقه لأجل يوم آخر، ولكنه كُتب فعلياً لبشر أحياء كانوا يعانون من أمور كالتي نعاني منها نحن. وعندما نستطيع أن نفهم ظروفهم، يمكننا أن نرى خيط التطبيق بشكل مباشر أكثر، وصولاً إلى حياتنا الشخصية في بعض الأحيان. وهذا جزءًا من الموضوع. السبب الآخر هو أننا نقدر أن نميز التطبيق لهؤلاء المستمعين الأصليين. على سبيل المثال، إن سفر الرؤيا كُتب لمن يعانون مما فُهم على أنه العالم الفوضوي، حيث يبدو وكأن الله لا يمسك بزمام الأمور. أو إلى عالم حيث كانت السلطات، أو الشعوب على وجه العموم معادية لإيمانهم. وبالتالي، كان لديهم أسئلة حقيقية حول ما إذ كان يمكنهم المثابرة في هذا النوع من العالم؟ هل كان الله مُسيطراً؟ وإن كان كذلك، فهل كان يعمل من أجل مصلحتهم؟ وبالتالي، فعلى سبيل المثال، نرى ما فهمه المسيحيون الأوائل من سفر الرؤيا، إن نظرنا إلى الحالة التاريخية بدلاً من مجرد إغفالها في النظر إلى زماننا. وفي النهاية، فإن السبب المهم الذي يجعلنا نرغب في أن ننظر إلى السياق التاريخي هو أن الكتّاب البشريين للكتاب المقدس، بينما كتبوا بوحي الروح القدس، استخدموا لغة، واستخدموا أساليباً أدبية، وفي بعض الأحيان استخدموا إشارات تاريخية أيضاً، حتى أنه إن فهمنا هذه الأمور يمكن أن نقرأها في سياقها الأصلي، بدلاً من محاولة فرضها على سياقنا. لذا، نقدر أن نفهم كيف أن كُتّاب الكتاب المقدس استخدموا الصور البلاغية في تعبيراتهم، بدلاً من محاولة اجبارهم على فعل هذا الأمر بما يتماشى مع مفهومنا.
يعد القس مايكل جي. جلودو أستاذ مساعد للدراسات الكتابيّة بكلية اللاهوت المُصلحة بمدينة أورلاندو، بولاية فلويدا.